الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية المنصف بن مراد يكتب: فشل النداء والنهضة أم فشل الشاهد؟

نشر في  24 ماي 2018  (13:03)

لا شك بأن هزيمة حزب نداء تونس في الانتخابات البلدية لسنة 2018 (فقدان 1.300.000 صوت بالنسبة لرئاسية 2014 وفقدان 800.000 صوت بالنسبة لتشريعية 2014) قد تسببت في زلزال داخل هذا الحزب رغم مساندة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة لقائمات النداء في الانتخابات البلدية ورغم الخطاب الذي "أنجزه" حافظ قائد السبسي للتشجيع عن التصويت لفائدتها.

 رغم كل هذه التصريحات والمساندات انهزم الحزب بطريقة مدوية وعوض أن يفكّر "ما تبقى" من النداء في أسباب إخفاقه تهجم حافظ الابن وبرهان بسيس - للتبرؤ من الهزيمة الانتخابية- على رئيس الحكومة يوسف الشاهد مطالبين بإقالته...

 ولأول مرة في التاريخ السياسي العالمي يتهجّم مسؤولو حزب على وزير أول منبثق من حزبهم مع التذكير بأني صوّتت سنة 2014 لفائدة الباجي والنداء ولكني اعتبر اليوم أنهما لا يمثلان -على الإطلاق- ولا يعبران عن إرادة من صوت للرئيس أو للحزب.

 أما يوسف الشاهد الذي نصحته منذ 9 أشهر، برفع التحدي ورفض الخضوع لهيمنة النهضة والنداء والباجي واتحاد الشغل ومصارحة شعب تونس بشأن الضغوطات التي تعرض لها خلال حملة مكافحة الفساد ثم الاستقالة والإعداد لانتخابات 2019... خاب ظني فيه حيث لم يتقبل  النصائح مبررا انه ليس رجل دولة يخدم بلاده بل هو موظف سامي يخاف من "أبيه الباجي" ومن فقدان منصبه.

 إنّ هنالك كما في الحياة فرص في السياسة لن تتكرر أبدا لكن يوسف الشاهد لم يفهم الفرص التي أتيحت له، ورغم كل الاحترازات ننتظر من رئيس الحكومة "أخذ" موقف جدي ومصارحة الشعب التونسي بالضغوطات والمشاكل الحقيقية وإلا سيبرهن بالفعل انه تقلد منصبا اكبر من حجمه السياسي وانه في انتظار تعيينه في بعض كبرى المؤسسات العالمية !

 إن تونس اليوم في خطر ! وإن من صوت لفائدة الأحزاب الحاكمة (النهضة والنداء) لا يمثلون إلا خمس عدد المسجلين وثلث الناخبين مما يعني بأنهما فاقدان للأغلبية رغم الإمكانيات المادية والشبكات التي كانت على ذمتهما والتي لم تستطع الانتصار على المستقلين الحقيقيين الذين يجسّدون أمل تونس.

 إن هجوم حافظ قائد السبسي على يوسف الشاهد يؤكد فشل هذا الثنائي في تسيير النداء وستؤكد الانتخابات المقبلة أن الحزبان الحاكمان قد فقدا عددا هاما من ناخبيهم علما وان تونس لا يمكن أن يسيرها إلا حزب ديمقراطي واجتماعي قوي وعادل.